يتحدى عمل كارل بيكر الأساسي، 'المدينة الفاضلة لفلاسفة القرن الثامن عشر'، النظرة التقليدية لعصر التنوير كحركة عقلانية وعلمانية بحتة. يجادل بيكر بشكل استفزازي بأن الفلاسفة، على الرغم من رفضهم للعقائد الدينية التقليدية، بنوا 'مدينتهم الفاضلة' الخاصة بهم - وهي جنة علمانية جديدة قائمة على العقل والتقدم وقابلية البشرية للكمال. ويزعم أن أطرهم الفلسفية، مثل الأنظمة اللاهوتية التي انتقدوها، تأسست على إيمان عميق، وإن كان غير واعٍ، ببنياتهم الخاصة. يكشف هذا الكتاب الثاقب عن الافتراضات شبه الدينية الكامنة في فكر القرن الثامن عشر، ويسلط الضوء على الحاجة البشرية المستمرة للمعنى والهدف الأسمى، حتى في عصر يدعم العقل على الوحي. لا يزال حجر الزاوية لفهم التعقيدات الفكرية لعصر التنوير.