ترجمة حنين بن اسحق العبادي المتقنة لكتاب أرطاميدورس 'تعبير المنامات' تقدم نظرة عميقة في فن تفسير الأحلام القديم. هذا العمل الأساسي، الذي كتبه في الأصل العراف اليوناني أرطاميدورس في القرن الثاني الميلادي، كان حجر الزاوية لفهم اللغة الرمزية للأحلام في كل من الثقافات الكلاسيكية والإسلامية. قام حنين بن اسحق، وهو شخصية محورية في بيت الحكمة بالعصر العباسي، بترجمة هذا النص بدقة، مما أتاح الوصول إلى منهجيته الغنية لفك رموز الأحلام، وأهميتها، وقوتها التنبؤية. يستكشف الكتاب سيناريوهات أحلام مختلفة، ويقدم تفسيرات وشروحات مفصلة متجذرة في الحكمة القديمة، جالسًا الفجوة بين الفكر الهيلنستي والتقاليد الفكرية الإسلامية المبكرة. تظل هذه الترجمة ذات قيمة لا تقدر بثمن لعلماء التاريخ وعلم النفس والدين المقارن، وتُظهر الافتتان البشري الدائم بأسرار العقل الباطن.