الحب أحيانًا يخلق منا وحوشًا أنانيين، وأحيانًا أطفالًا أبرياء. إنه قوةٌ ذات وجهين، قادرة على إظهار أكثر جوانبنا نقاءً وأيضًا أكثرها تعقيدًا. عندما نصبح وحوشًا أنانيين في الحب، فهذا يكون نتاج التعلق المُفرط والخوف الشديد من الفقدان. إنه ذلك الجانب من الحب الذي يجعلنا نريد امتلاك الآخر بالكامل، دون ترك مساحة له ليكون ذاته.
وفي المقابل، يجعلنا الحب أحيانًا كالطفل البريء الذي يرى العالم بعيون واسعة مليئة بالدهشة. يصبح الحب حينها حالة من النقاء والتفاني الكامل، حيث لا توقعات ولا مطالب. مجرد رغبة خالصة في أن يكون من نحبهم سعداء.
الحب هو هذا المزيج العجيب بين الجموح والتواضع، بين الشغف والهدوء. وهو في النهاية عملية تعلم مستمرة، تعلّم كيف نوازن بين ما نريد وما يستحقه الآخرون. فالحب الحقيقي لا يصنع منا وحوشًا دائمة ولا أطفالًا أبديين، بل يُنضجنا، يعلّمنا، ويجعلنا ندرك حقيقة أنفسنا وحدود عواطفنا.
* جميع المقالات المنشورة في هذه المدونة مأخوذة من مصادر مختلفة على الإنترنت وتُقدَّم كمواد معلوماتية فقط. لا يُعتبَر أي منها دراسة مؤكدة أو معلومات دقيقة بشكل كامل، لذا يُرجى التأكد من صحة المعلومات بشكل مستقل قبل الاعتماد عليها.