الطريق تبدو طويلة حين يخوضها الإنسان وحيداً، ليس فقط لأنها بلا صحبة تخفف من عنائها، ولكن لأن الوحدة تضخم كل تفصيل صغير فيها. خطواتك تبدو أبطأ، والعقبات أصعب، والأفق البعيد أشد غموضاً. في كل لحظة تتساءل: "هل سأصل؟" وتفتقد من يشجعك، من يشاطر معك أحلامك وأحزانك، من يذكرك بأن الغاية تستحق كل هذا العناء.
لكن مع ذلك، هناك جانب آخر لهذه الوحدة. فالطريق حين يقطعها الإنسان بمفرده، تصبح مرآة تعكس له ذاته الحقيقية. إنها تفرض عليه مواجهة نقاط ضعفه واكتشاف مكامن قوته. يصبح الحديث الداخلي ضرورياً، والتفكير في الخطوة التالية قراراً نابعاً من يقينه الخاص، دون ضجيج النصائح المتناقضة أو التأثيرات الخارجية.
المسافة قد تبدو أطول، ولكنها غالباً تكون أكثر عُمقاً عندما نسير وحدنا. هناك حرية في الاختيار، ومساحة للتأمل، ووقت لنلتقي بأجزاء منا لم نكن نعرفها. قد تكون الوحدة اختباراً لصلابتنا، ولكنها أيضاً فرصة لنبني علاقة أقوى مع أنفسنا.
وفي النهاية، الطريق مهما طالت تنتهي. قد تتعثر، وقد تبطئ الخطى، لكن كل خطوة تخطوها تقربك من وجهتك. فإذا وجدت نفسك وحدك، لا تيأس، بل تمسك بأملك واستمر في المسير، ففي غالب الأحيان يكمن التعلم الحقيقي في المسافة أكثر من الوصول إلى النهاية.
* جميع المقالات المنشورة في هذه المدونة مأخوذة من مصادر مختلفة على الإنترنت وتُقدَّم كمواد معلوماتية فقط. لا يُعتبَر أي منها دراسة مؤكدة أو معلومات دقيقة بشكل كامل، لذا يُرجى التأكد من صحة المعلومات بشكل مستقل قبل الاعتماد عليها.