لا يعاتبك إلا شخص يحبك، فلو أراد أن يخسرك ما عاتبك، بل اكتفى بالصمت أو بالابتعاد، ليترك العلاقة تتلاشى مع الزمن دون أدنى محاولة للإصلاح. العتاب، رغم ما فيه من كلمات قد تبدو قاسية أو مزعجة أحياناً، هو في حقيقته وجه آخر للمحبة والاهتمام. إنه الإشارة إلى أن وجودك مهم وأن ما حدث يستحق التوقف عنده لإعادته إلى المسار الصحيح.
المعاتبة ليست سجلاً للتوبيخ، بل نافذة تُفتح لتوضيح سوء الفهم أو لإظهار المشاعر المخبأة التي قد يصعب التعبير عنها بطريقة مباشرة. إنها حوار بين الأرواح أكثر مما هي حديث بالألسنة، حيث تنبعث الكلمات محملة بنوايا الإصلاح والحرص على عدم خسارة الآخر.
من يحبك لن يخاف أن يفتح قلبه لك، ولن يتردد في البوح بما يزعجه، ليس لأن العتاب سهل، بل لأن الحب أقوى من أن يُخفي الملاحظات خلف أسوار الصمت. وفي الوقت نفسه، فإن العتاب فرصة للطرف الآخر لفهم مدى تأثير تصرفاته على من يحبونه.
لكن، ليكن العتاب ناعماً لا يُرهِق المشاعر، وليكن مليئاً بالود أكثر من اللوم، فالغرض ليس تسجيل نقاط ضد الآخر، بل التعبير عن الحرص والرغبة في إصلاح العلاقة. وعندما تتلقى العتاب، تقبله بلطف، لأنه دليل على مكانتك في قلب من يعاتبك.
* All articles published on this blog are sourced from various websites on the internet and are provided for informational purposes only. They should not be considered as confirmed studies or accurate information. Please verify the information independently before relying on it.